تشهد بعض الأقاليم توترات أمنية متزايدة؛ تتمثل إمّا في تجدد المناوشات في مناطق النزاع، خاصةً في ظل وجود خلافات حدودية، أو في تحول لغة الخطاب السياسي إلى نبرة أكثر عدائية تجاه الخصوم، مدفوعة في أغلبها بالتغيرات العالمية الناتجة عن الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد حالة الاستقطاب العالمي بين القوى العظمى المتنافسة، الأمر الذي ضاعف المخاوف المرتبطة باحتمالية تجدد هذه الصراعات الكامنة.
لفهم ماهية الصراعات الخامدة، وحدود تماسها مع الاستقطاب الدولي، يعتمد هذا التحليل على نظرية “عُقد الأمن الإقليمي” ) ) Regional Security Complexes (، والتي طُوِّرت في الفترة 1983 - 2003 ، على يد كل من باري بوزان، وأولي ويفر، اللذين ينتميان إلى ما يُسمى ب“مدرسة كوبنهاغن للدراسات الأمنية”، وذلك لدراسة الأمن من منظور إقليمي، وباعتباره بناءً اجتماعياً.
أولاً: عُقد الأمن الإقليمي
تُعد فكرة مُركَّب الأمن الإقليمي التي وضعها بوزان وويفر، واحدة . . .