غالباً ما تقترن مجتمعات ما بعد الثورات بحالة من عدم الاستقرار، ويتراوح عمق هذه الحالة، وبالتالي مداها الزمني، وفقاً لدرجة الاختال التي وصلت لها المنظومة القيمية، ومحصلة الصراع بين القوى المجتمعية الصاعدة بقيمها الجديدة، في مقابل القوى القديمة في تلك المجتمعات، وذلك نظراً لأن منظومة القيم تلعب دوراً أساسياً في تنظيم التفاعل الحادث في المجتمع، عن طريق توجيه سلوكيات البشر في مختلف مجالات الحياة المجتمعية، سواء كانت سوية أو منحرفة، لذا فكلما كانت منظومة القيم السائدة في مجتمعٍ ما قادرة على ضبط التفاعل المجتمعي داخله، توقعنا أن يكون المجتمع أكثر استقراراً.