أصدر مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة" في أبوظبي، العدد 35 من دورية "اتجاهات الأحداث"، الذي يسلط الضوء على أهم التحولات السياسية والأمنية والاقتصادية والتكنولوجية والمجتمعية التي شهدها إقليم الشرق الأوسط والعالم، وفي مقدمتها ظاهرة تغير المناخ وتداعياتها في ظل تصاعد الاهتمام العالمي بها، وتطورات الحرب الروسية الأوكرانية، والنزاعات في الشرق الأوسط، وتكرار الانقلابات العسكرية في إفريقيا، ومستقبل الذكاء الاصطناعي، واقتصاديات الطاقة المتجددة، وغيرها.
ورصدت افتتاحية العدد التناول العالمي لتغير المناخ والخطوط العامة للجدل حوله في ظل الحديث عن تغير النظام الدولي واحتدام التنافس على إعادة تشكيله. وجاءت الدراسة الرئيسية للعدد حول "رأسمالية المناخ"، إذ ركزت على التأثيرات المتوقعة لتغير المناخ في إعادة توزيع الثروة الاقتصادية في العالم، وبالتالي إعادة تشكيل القوة الاقتصادية بين الدول المتنافسة.
كما تم طرح تأثير تغير المناخ في عدة مقالات وتحليلات ونقاشات تضمنها العدد، ومنها الدور الحيوي لمنطقة الخليج العربي في نظام الطاقة الجديد، ومستقبل وتحديات الانتقال إلى الطاقة الخضراء والمتجددة والنظيفة، فضلاً عن اقتراح إطار تجريبي لاستشراف مستقبل تغير المناخ في الشرق الأوسط.
وإلى جانب تغير المناخ، ركزت الآراء والتحليلات المتنوعة لهذا العدد على قضايا أخرى مهمة لفهم التحولات الدولية مثل طول أمد الحرب الروسية الأوكرانية، وتأثير هذه الحرب في سياسة التصنيع العسكري في القارة الأوروبية، ناهيك عن انعكاساتها على أزمة روسـيا الديمغرافية. كما تطرقت التحليلات إلى عودة الصراعات الخامدة للانفجار في مناطق مختلفة من العالم، ومسارات النزاعات في الشرق الأوسط، وظاهرة الانقلابات العسكرية في القارة الإفريقية وفي منطقة الساحل على وجه الخصوص وتأثيرها في مستقبل الدول الوطنية، وصعود الشعبوية في السياسة الأمريكية، وتحديات صعود الهند كقوة عالمية، وموقع آسيا الوسطى في التحولات العالمية الراهنة.
كذلك سلط العدد الضوء على قضايا تكنولوجية، وعلى رأسها قضية الذكاء الاصطناعي ومحاولات دول العالم تنظيمه قانونياً ومناقشة تحديات وفرص تطوره، فضلاً عن الطفرة الابتكارية للتكنولوجيا العميقة في دول أمريكا اللاتينية.
وصدر مع العدد، ملحق "مفاهيم المستقبل" الذي تناول مفاهيم "فوكا" التي تشير إلى "التقلب واللايقين والتعقد والغموض" في السياسة الدولية. أما ملحق "تقرير المستقبل"، فقد جاء حول مفهوم "تيانشيا" الذي يعبر عن مفهوم المركزية الصينية ورؤية بكين لدورها المستقبلي في النظام الدولي، وكيفية عمل النظام السياسي الصينـي في عهد الرئيس "شـي".