أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يصدر العدد الثاني من مجلة "اتجاهات آسيوية"
  • أ. د. نيفين مسعد تكتب: (عام على "طوفان الأقصى".. ما تغيّر وما لم يتغيّر)
  • د. إبراهيم فوزي يكتب: (بين موسكو والغرب: مستقبل جورجيا بعد فوز الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية)
  • د. أيمن سمير يكتب: (هندسة الرد: عشر رسائل للهجوم الإسرائيلي على إيران)
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (من المال إلى القوة الناعمة: الاتجاهات الجديدة للسياسة الصينية تجاه إفريقيا)

الجيل الرابع:

تحولات قادمة في استخدامات الشبكات الاجتماعية

26 سبتمبر، 2014


** نشر هذا المقال في دورية (اتجاهات الأحداث) الصادرة عن مركز المستقبل، العدد الثاني، سبتمبر 2014.

لعبت الشبكات الاجتماعية دوراً مهماً في التأثير على مختلف مناحي الحياة البشرية، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً، وذلك بسبب سهولة استخدامها ورخص تكلفتها، وما توفره من مميزات عديدة، مثل القدرة على الوصول إلى عدد كبير من الأفراد في زمن قصير، وما تتيحه من خاصية التخفي، وعدم إبراز الهوية الحقيقية.

وقد دفع الدور السياسي الذي لعبته الشبكات الاجتماعية خلال مرحلة "الثورات العربية" إلى أن تكون محل اهتمام متزايد من الأكاديميين وصانعي القرار، وحتى الأفراد العاديين، ولم يعد مصطلح الشبكات الاجتماعية غريباً على الأسماع، بل أصبح تصفح مواقعها المختلفة عادة يومية للأفراد، ودراستها ضرورة تحليلية للباحثين، ومراقبتها حاجة أمنية للدول، واتساع أسواقها مطلباً تجارياً للشركات، فما هي أسباب التوجه نحو هذه الشبكات، وما هي مراحل تطورها، وما هي أهم خصائصها المستقبلية؟

ويمكن تعريف الشبكات الاجتماعية بأنها "مواقع تتشكل من خلال الإنترنت، تسمح للأفراد بتقديم لمحة عن حياتهم العامة، وإتاحة الفرصة للاتصال بقائمة المسجلين، والتعبير عن وجهة نظر الأفراد أو المجموعات من خلال عملية الاتصال، وتختلف طبيعة التواصل من موقع لآخر"(1)، فهي تقدم خدمات اجتماعية تعتمد على شبكة الانترنت، تسمح للأفراد بإنشاء صفحات شخصية خاصة بهم، للتواصل مع آخرين عبر نظام إلكتروني.

أولاً: أسباب تزايد دور الشبكات الاجتماعية

1 ـ أسباب أيديولوجية: تعكس في جوهرها الفكر الليبرالي، الذي يرمي إلى حرية الرأي والتعبير والانفتاح على الثقافات المختلفة في ظل عولمة الأفكار والثقافات، ومن ثم تقدم الشبكات الاجتماعية فرصة مناسبة لممارسة حرية التعبير، حتى في أكثر النظم انغلاقاً، فنجد أن الحكومات التي تقوم بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، مثل الصين وإيران وتركيا، يواجهها الرأي العام الدولي الرسمي وغير الرسمي باستهجان تام، ويطالب برفع القبضة الأمنية عن الشبكات الاجتماعية، وإتاحة الحرية للأفراد للتواصل عبر هذه الشبكات، تدعيماً لمبدأ الحرية الفردية وحرية الرأي.

2 ـ أسباب برجماتية: تتمثل في الرغبة في تكوين صداقات والحفاظ على الصداقات القديمة بالتغلب على عوائق المكان، فعلى سبيل المثال كان السبب الرئيسي لنشأة شبكة الفيسبوك هو تخوف مؤسسها (Mark Zuckerberg) من أن يفقد أصدقاءه بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية. من جانب آخر تمثل الشبكات الاجتماعية متنفساً للأفراد بعيداً عن الواقع التقليدي، بل وتنقلهم إلى واقع آخر افتراضي يجد فيه الفرد مزيداً من الحرية، فضلاً عما تقدمه من خدمات خاصة بإنشاء الصحفات الشخصية والتجارية، ومشاركة الملفات، وتنظيم الفعاليات وإدارة المجموعات وتسويق المنتجات.

وقد ساهم البُعد التجاري الذي توفر في هذه الشبكات في زيادة نشاطها وتطوير خدماتها، فأصبحت بمنزلة أسواق افتراضية لمشتركيها. ومع تطور خصائصها امتلكت قواعد بيانات عملاقة، يمكن للأفراد والشركات والدول الاستفادة منها، كما أنها وفرت عدداً من الوظائف الخاصة بالتسويق الإلكتروني وإدارة الصفحات والمجموعات، وساهمت في تنشيط سوق التطبيقات الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وقد انعكس التقدم التكنولوجي في البنية التحتية والبرامجية الخاصة بالإنترنت، وتطوير صفحات الويب على تطوير خصائص ومكونات الشبكات الاجتماعية، نقلت العالم إلى مشارف  جيل جديد منها، ستكون اليد العليا فيه للدولة، وليس كما هو معتقد لصالح الأفراد، وهو ما سيرد شرحه تفصيلاً لاحقاً.

ثانياً: الأجيال المختلفة للشبكات الاجتماعية

1 ـ الجيل الأول.. مرحلة التأسيس

ظهر هذا الجيل مع بداية ظهور صفحات الويب (web1)، وعلى الرغم من ضعف إمكانياتها مقارنة بالتقدم المحرز حالياً، فإنها كانت بمنزلة مرحلة تأسيس أكثر من كونها مرحلة انطلاق، حيث شهدت محاولات، باءت جميعها بالفشل لإنشاء شبكات تواصل اجتماعي. ومن أبرز الشبكات التي تكونت في هذه المرحلة شبكة (sixdegrees.com)، التي منحت الأفراد المتفاعلين في إطارها فرصة طرح لمحات عن حياتهم وإدراج أصدقائهم، وفي عام 1995 صمم راندي كونرادز موقع (Classmates.com)، وكان الهدف منه مساعدة الأصدقاء والزملاء، الذين جمعتهم الدراسة في مراحل حياتية معينة وفرقتهم ظروف الحياة العملية في أماكن متباعدة على الالتقاء واستمرار الصداقات، وكان هذا الموقع يلبي رغبة هؤلاء الأصدقاء في التواصل فيما بينهم إلكترونياً. كما تم إنشاء مواقع أخرى مثل موقع (live journal)، وموقع (cyworld 1999) الذي أنشئ في كوريا، وموقع (Ryze) الذي هدف إلى تكوين شبكات اجتماعية لرجال الأعمال لتسهيل التعاملات التجارية(2). ولم يكتب لهذه المرحلة البقاء بسبب ضعف الإمكانيات التي كانت تقدمها هذه المواقع لروادها، فضلاً عن الانتشار المحدود لشبكة الانترنت حول العالم.

2 ـ الجيل الثاني.. مرحلة الانتشار

جاء هذا الجيل كرد فعل على تطور صفحة الويب، حيث ظهر مع بداية ظهور (web2)، بما تتميز به من تطوير أدوات التواصل الإلكتروني سواء عبر المحادثات الفورية أو الصور أو مقاطع الفيديو، وذاع صيت برامج مثل ياهو ماسنجر وبريد الهوت ميل، وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي في الظهور من جديد، ويعتبر الموقع الأمريكي (My Space) بداية لتدشين الجيل الثاني من الشبكات الاجتماعية، ثم تتابع ظهور العديد من مواقع التواصل مثل ‏(ASmallWorld, Bebo, Diaspora, Hi5, LinkedIn, Ning, Orkut, Plaxo, Tagged, XING ,IRC, Yammer)، إلا أن المنافسة القوية بين الشبكات الاجتماعية أفرزت نماذج ناجحة أبرزها اليوتيوب (Youtube)، والتويتر (Twitter)، والفيسبوك (Facebook). واستطاعت استغلال خصائص (Web2) في إدراج عناصر متميزة بها، مثل خاصية الفيديو والصور والمحادثات الفورية والمشاركة الآنية للأفكار والحالات الاجتماعية. وقد حقق هذا الجيل من الشبكات الاجتماعية العديد من الإنجازات على مستوى التعارف الشخصي، وتجميع البيانات، والتسويق التجاري(3).

3 ـ الجيل الثالث.. درجة أكثر من التواصل

ظهر هذا الجيل نتيجة تطور المكونات المادية والبرمجية للبنية التحتية للإنترنت، فشهد بداية ظهور الجيل الثالث من الويب (Web 3.0) بما تميز به من ذكاء صناعي وقدرة على تبويب وتصنيف المعلومات، بالإضافة إلى تطوير المكونات المادية من خلال تقديم خدمات الجيل الثالث (3G) على نطاق واسع، وزيادة سرعة الانترنت في المنازل، وانتشار استخدام انترنت الهاتف المحمول على انطاق واسع. واستطاعت الشبكات الاجتماعية الاستفادة من هذه المميزات، والعمل على تطوير أدوات التواصل بين مستخدميها، واتسعت أسواقها، وزاد عدد مستخدميها حتى وصل عدد مستخدمي موقع فيسبوك إلى أكثر من 1.2 مليار مشترك عام 2013، كما شهد ظهور مواقع تواصل جديدة احتلت مكانها على خريطة الشبكات الاجتماعية(4) مثل (Google+) و(Instagram). 

وقد ازدادت أهمية الشبكات الاجتماعية في هذا الجيل، خاصة بعد الدور المهم الذي لعبته خلال "الثورات العربية" منذ نهاية 2010 فقد كانت الوسيط الرئيسي لحشد الملايين من المواطنين، والأداة الرئيسية لنشر وتنظيم التظاهرات في الشوارع والميادين. وبات يتم التعامل معها باعتبارها من مهددات الأمن القومي للدول، مما دفع العديد من النظم السياسية إلى غلق هذه المواقع التي تحولت في شق منها إلى أداة إعلامية وإخبارية لمعرفة ونشر الأخبار لأكبر عدد من الأفراد في أقل وقت ممكن وبسهولة.

4 ـ الجيل الرابع .. تطبيقات أكثر:

لم تعد الشبكات الاجتماعية أو غيرها من المواقع حبيسة نظام الويب، بل اتجهت إلى سوق جديد واعد وقوي هو تطبيقات الهاتف المحمول، فمع تطور المُكون المادي، وانتشار الجيل الرابع من الانترنت (4G) بين المستخدمين، أصبح بالإمكان الولوج إلى الانترنت من خلال الهاتف الذكي أو الحاسب اللوحي (Tablet) أو أجهزة التليفزيون الذكية، أو غيرها من الأجهزة الحديثة.

وقد تميز هذا الجيل بالاعتماد على التطبيقات، وأصبح لكل موقع إلكتروني تطبيق خاص به يمكن الولوج إليه من خلاله، يتميز بالبساطة والسرعة والتخصص في نقل المعلومات. هذا التطور المتسارع في الأجهزة الإلكترونية جعل الفرد متصلاً بالإنترنت في أي وقت وفي كل مكان، وبالتبعية ازداد ارتباطه بالشبكات الاجتماعية التي استفادت بصورة كبيرة من هذا التطور التكنولوجي المتسارع، ومن ثم تزداد تبعاتها سواء على السياسة أو الاقتصاد أو التجارة.

ثالثاً: التحولات القادمة في استخدام الشبكات الاجتماعية:

1 ـ نهاية عصر الخصوصية: لقد أصبحت البيانات الشخصية والدقيقة متاحة ومكشوفة، بل إن حياة الأشخاص أصبحت موثقة عبر حساباتهم على الشبكات الاجتماعية، وأصبحت شركات الشبكات الاجتماعية تمتلك قواعد بيانات كاملة عن أدق تفاصيل حياة مشتركيها، من خلال بعض تطبيقات الهواتف الذكية المستخدمة للتواصل الاجتماعي مثل (Viber, WeChat, Line)وغيرها من مئات التطبيقات التي تتطلب إذناً من المستخدم للولوج إلى كافة البيانات الشخصية الخاصة بالأرقام الموجودة على هاتفه المحمول، بل تم تطوير تطبيقات في ظاهرها ألعاب للترفيه، وفي حقيقتها برامج للتجسس، حيث كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) تقوم بتطوير تقنيات تسمح لها باستغلال تطبيقات الهواتف الذكية للوصول إلى معلومات خاصة بالمُستخدمين(5)، كما سرب إدوارد سنودن - الموظف السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي - وثائق تؤكد استهداف وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) بيانات الهاتف المحمول للمُستخدم، وذلك لجلب معلومات عن الإرهابيين وأهداف استخباراتية أُخرى(6).

2 ـ تزايد سيطرة الدول: يرى البعض أن الجيل القادم من الشبكات الاجتماعية سيكون لصالح الأفراد أكثر من الدول، وهو اعتقاد ليس صحيحاً، فقد كشفت تسريبات سنودن الدور الذي لعبته الحكومة الأمريكية في التجسس على عدد كبير من الأفراد حول العالم، وليس داخل الولايات المتحدة فقط، بالإضافة إلى البرامج الحكومية المتخصصة في مراقبة الشبكات الاجتماعية، وقد تزامن ذلك من اتجاه معظم الدول إلى مراقبة شبكاتها الاجتماعية، خاصة بعد الدور الذي لعبته مواقع التواصل خلال "الثورات العربية"، وسعيها لمراقبة الناشطين السياسيين، وقيام بعض الدول بإنشاء كتائب إلكترونية وظيفتها بث رسائل وأفكار تخدم نظمها السياسية عبر الشبكات الاجتماعية، فالدول لن تتهاون في أمنها القومي، خاصة بعد أن أصبحت الشبكات الاجتماعية مصدر تهديد لها، وهو ما سيضعها في موضع صدام إلكتروني مع مختلف مستخدمي الشبكات الاجتماعية، قد تأخذ أحد الأشكال التالية:

• الاحتجاج الإلكتروني: في هذه الحالة يتم استخدام الشبكات الاجتماعية باعتبارها وسيطاً للتعبئة والحشد للاحتجاج على سياسات أو خدمات مدنية، حيث تبدأ العديد من الحملات الإلكترونية بعرض مطالب تهم عدداً كبيراً من المواطنين داخل الدولة، بما يساهم في زيادة عملية الترويج الإلكتروني لهذه المطالب، وإذا لم تتعامل الدولة بجدية مع هذه المطالب، فإنها تجد طريقها للتصعيد سريعاً، فتتحول خلال أيام قليلة إلى احتجاجات أو إضرابات فئوية.

3 ـ التظاهرات الافتراضية: يتم تنظيم التظاهرات الافتراضية من خلال الاتفاق على موعد محدد وهاشتاج على صفحات تويتر أو الفيسبوك، يتجمع عليه أكبر عدد من المشتركين في لحظة معينة، لعرض مطالب ذات طبيعة سياسية، ويتوجب على الدولة التعامل مع الموقف، إما من خلال الاستجابة المنطقية لمطالب التظاهرة، أو غلق هذه الصفحات ومحاصرة انتشارها، منعاً لانتقال التظاهرة من الفضاء الإلكتروني إلى الميدان.

4 ـ تشويه الرموز السياسية:  سواء كانت شخصيات أو دولاً أو مؤسسات من خلال الانترنت، خاصة بعد الاستخدام الفعَّال لخاصية "الهاشتاج" بموقع تويتر، حيث يتم استخدامه من قبل التيارات الفكرية في حروبهم السياسية ومعاركهم الانتخابية.

5 ـ غلبة الطابع الأمني: يعتبر الطابع الأمني أحد السمات الرئيسية للجيل الجديد من الشبكات الاجتماعية بسبب نجاح هذه المواقع في تهديد أمن الدول. وبدلاً من الاتجاه لغلقها كما كان قديماً، ستعمل الدول على إنشاء كتائب إلكترونية، يكون هدفها الدفاع عن مصالح النظام عبر الشبكات الاجتماعية.

وقد اتجهت بعض الدول، خاصة الولايات المتحدة إلى استخدام هذه المواقع في العمليات العسكرية، حيث أعلنت وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتطورة (DARPA) عام 2011 عن برنامج لاستخدام الشبكات الاجتماعية في تحقيق التواصل الاستراتيجي Social Media in Strategic Communication program (SMISC)  بهدف تحسين فهم وزارة الدفاع لما يجري على الشبكات الاجتماعية في الوقت الحقيقي له Real Time، خاصة في المناطق التي تنتشر فيها قوات أمريكية(7)، كما نشرت صحيفة الغارديان في مارس 2011 تقريراً حول قيام الجيش الأمريكي بتطوير برنامج إلكتروني يعمل على تدشين حسابات شخصية على الشبكات الاجتماعية بلغات مختلفة، بهدف بث رسائل تدعم الرؤية الأمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي وهو ما يُمكّن الولايات المتحدة من إيجاد اتجاه عام زائف  نحو قضايا معينة في الشبكات الاجتماعية، يمكن أن يؤثر في الأحداث السياسية(8).

6 ـ وجود متزايد للحركات الإرهابية: لعل أبرز الملامح الرئيسية التي تميز الجيل الجديد من الشبكات الاجتماعية استغلال التنظيمات الإرهابية لها، حيث تستخدمها كأداة إعلامية وتجنيدية في الوقت نفسه، من خلال بث أفكارها وأخبارها، وهو ما اعتمد عليه تنظيم "داعش" على سبيل المثال في إيجاد صورة ذهنية عنه لدى الرأي العام العراقي والدولي، حيث مكنت إذاعته صوراً لعمليات قتل وحشية يقوم بها من بث الرعب في نفوس المدن التي كان يقترب منها، مما سهل عليه دخول بعض المناطق الجغرافية من دون مقاومة تذكر.

وتستخدم الحركات الإرهابية الشبكات الاجتماعية عادة للتنقيب عن المعلومات،‏ والحصول على التمويل والتبرعات وعملية التجنيد والحشد لاتباعها،‏ وكذلك تحقيق الترابط التنظيمي بين الجماعات وتبادل المعلومات والأفكار والمقترحات والمعلومات الميدانية حول كيفية إصابة الهدف واختراقه وكيفية صنع المتفجرات والتخطيط والتنسيق للعمل الإرهابي‏‏.‏

7 ـ عدم القدرة على الخروج من الشبكات: واحدة من خصائص الشبكات الاجتماعية القادمة هي عدم قدرة مستخدميها على الخروج منها، فقد وفرت هذه الشبكات حاجات Needs لدى مستخدميها، سواء من خلال متابعة الأخبار، أو محادثة الأصدقاء، أو التسوق أو غيرها من الحاجات اليومية التي أصبح مستخدم الشبكة الاجتماعية غير قادر على الاستغناء عنها، حتى وإذا قرر الخروج منها فالبيانات الشخصية لن تُمحى، وبمجرد عودته إليها مرة أخرى سيجد جميع بياناته من دون تغيير.

8 ـ تطوير أدوات تحليلية: تميز الجيل الجديد من الشبكات الاجتماعية بتطوير أدوات تحليلية، تساعد على فهم أفضل للتفاعلات الدائرة على هذا النوع من المواقع، من حيث عدد المتسخدمين الناشطين، وأوقات الذروة التي يمكن فيها نشر حالة Statues أو مشاركة ملفات، والنسب الاحصائية لزوار المواقع المعلن عنها على الشبكات الاجتماعية، والتوزيع الجغرافي لهم، وأوقات ومدة وجودهم على الموقع، وتقديم رسوم بيانية توضح تطور التفاعلات على صفحات التواصل الاجتماعي خلال فترة زمنية معينة، بالإضافة إلى تطوير أدوات أخرى للمعلنين عليها، حيث يقدم موقع الفيسبوك خدمات تساعدهم على استهداف جمهورهم بصورة أدق، تصل لحد استهداف جمهور معين في منطقة أو شارع محدد.

9 ـ تطوير أدوات إعلامية جديدة: مثلت مواقع التواصل في الجيلين الثالث والرابع نافذة إعلامية بديلة لإعلام الدولة أو إعلام الشركات، حيث أصبح هناك إعلام للمواطن، يصنعه وينتقل إليه. ومن المتوقع أن تزداد كثافته في المرحلة المقبلة، ولكن هذه الزيادة ستكون بشكل مختلف، فمن المتوقع زيادة مساحة الفيديوهات والصور التي تُمحى بعد 10 ثوان من مشاهدتها فيما يعرف بـ Snapchat، وهو ما يساعد على تلافي بعض عيوب الجيل الثاني، خاصة فيما يتعلق بالصور والفيديوهات غير اللائقة التي يشاهدها بعض المستخدمين، فضلاً عن تزايد سوق مقاطع الفيديو، حيث يحتل موقع Youtube الصدارة بين مختلف مواقع التواصل الاجتماعي لتميزه في المحتوى المرئي، ويتجه الأفراد إلى الفيديو لما يتميز به من إثارة في عرض المعلومات، وسوف يزداد هذا الاتجاه في الجيل الرابع بين متصفحي المواقع الاجتماعية، ويصبح محدداً رئيسياً لإقبال الأفراد على هذا النوع من المواقع.

أصبحت الشبكات الاجتماعية محل اهتمام يومي لكثير من مستخدميها، وقد ساهمت التكنولوجيا في تطوير خصائصها وتوسيع أسواقها، فأصبحت أكبر تجمع افتراضي عرفته البشرية، وأصبح الوصول إلى ملايين البشر في لحظات غاية في السهولة ومن دون تكلفة تذكر. وتنوعت استخداماتها سياسياً واجتماعياً وتجارياً وإعلامياً، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور، وتستمر معه تداعياته سواء على الدول أو الأفراد، مما يجعلها فرصة وتهديداً في الوقت نفسه. وهو الأمر الذي تجب الاستفادة من مميزاته وتلافي سلبياته، ولعل أبرز التداعيات الناجمة عن الجيل الرابع من هذه الشبكات هو نهاية عصر الخصوصية الفردية، وتزايد مراقبة الدول لها، وغلبة الطابع الأمني عليها، وهو ما يجعلها ساحة لحرب الأفكار بين التيارات السياسية والطائفية، وساحة لحرب الدول بين أجهزة الاستخبارات، بما تمتلكه من معلومات، وساحة لحرب الشركات، بما تمتلكه من قواعد بيانات.

المصادر:                                                                                                        

1) Danah m. Boyd, Nicole B. Ellison, Social Network Sites: Definition, History, and Scholarship, Journal of Computer-Mediated Communication, 17 Dec 2007,  vol (13), issue (1), http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1083-6101.2007.00393.x/pdf

2) وليد رشاد زكي، الشبكات الاجتماعية. محاولة للفهم، مجلة السياسة الدولية، أبريل 2010، يمكن مطالعة المقال على الرابط التالي:

http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=148065&eid=897

3) د. صفاء زمان، الشبكات الاجتماعية (Social Networks)... تعريفها، تأثيرها.. وأنواعها،  بتاريخ دخول 10 أغسطس، 2014، يمكن المطالعة على: http://kse.org.kw/Al-Mohandesoon/issue/113/article/365

4) Facebook Newsroom, On http://newsroom.fb.com/company-info/

5) Angry Birds and 'leaky' phone apps targeted by NSA and GCHQ for user data, 28 Jan 2014. On http://www.theguardian.com/world/2014/jan/27/nsa-gchq-smartphone-app-angry-birds-personal-data

6) البيانات الشخصية في قبضة الـ CIA عبر "Angry bird"، يناير 2014، يمكن المطالعة على: http://goo.gl/LJ1UD3

7) Pentagon Seeks to Manipulate Social Media for Propaganda Purposes, On 21  April 2014, http://www.globalresearch.ca/pentagon-seeks-to-manipulate-social-media-for-propaganda-purposes/25719

8) Nick Fielding and Ian Cobain, Revealed: US Spy Operation That Manipulates Social Media, On 21 March 2014, http://www.theguardian.com/technology/2011/mar/17/us-spy-operation-social-networksw