يُلقي الكتاب الضوء على مفهوم «الأنثروبوسين » وأهميته بالنسبة لقضايا المستقبل في إفريقيا. ويحاول تقديم نظرة شاملة ومتعمقة حول القضايا المعقدة التي تربط بين تغير المناخ والأمن في القارة، وخاصة النزاع المسلح والإرهاب، التي يشار إليها عادة باسم «حروب المناخ »، ويسعى إلى تقديم حلول واستراتيجيات فعالة لمواجهة هذه التحديات المتزايدة. يتكون الكتاب من ثمانية فصول، يقدم الفصل الأول تعريفاً لتغير المناخ وتأثيراته العالمية، ثم يستعرض العلاقة بين تغير المناخ والأمن الإنساني. فيما يؤصل الفصل الثاني نظرياً للعلاقة بين تغير المناخ والعنف والإرهاب، ويستعرض مجموعة من المفاهيم المهمة من قبيل مفهوم الإرهاب المناخي والإرهاب البيئي وأشكاله. بعد ذلك ينتقل الكتاب في الفصل الثالث إلى البيئة الأمنية في إفريقيا، باستعراض تأثيرات تغير المناخ في إفريقيا، واستكشاف العلاقة بين تغير المناخ والإرهاب من خلال أمننة قضايا المناخ في إفريقيا. ويستكشف الفصل الرابع كيف تؤثر الضغوط المناخية والتقلبات في الاعتبارات التكتيكية للجماعات الإرهابية في إفريقيا. ثم يستعرض الفصلان الخامس والسادس من الكتاب نماذج من الواقع الإفريقي لكيفية استغلال وتوظيف الجماعات الإرهابية للتغير المناخي لتعزيز صفوفها وتدعيم أنشطتها الإرهابية؛ إذ يتناول الفصل الخامس نموذج حركة الشباب في منطقة القرن الإفريقي، فيما يتناول الفصل السادس نموذج جماعة بوكو حرام في منطقة بحيرة تشاد. ويأتي الفصل السابع ليتناول الاستجابات الوطنية والإقليمية والدولية لمواجهة الإرهاب في ظل تغير المناخ. وأخيراً، يتناول الفصل الثامن من الكتاب قضية العدالة المناخية من منظور إفريقي، مسلطاً الضوء على التناقضات والتحديات التي تواجهها الدول الإفريقية في ظل الضغوط العالمية للتحول نحو الطاقة النظيفة. ويُختتم الكتاب بمحاولة رسم سيناريوهات لحروب المستقبل الإفريقية في «عصر الأنثروبوسين »، والتي يمكن حصرها في ثلاثة سيناريوهات كبرى، هي: التطرف والإرهاب الناجم عن المناخ، والصراعات على الموارد وحروب المياه، ولاجئو المناخ والصراعات الحدودية
عصر الأنثروبوسين :
التغير المناخي وحروب المستقبل في إفريقيا
03 يناير، 2025