أخبار المركز
  • أ. د. حمدي عبدالرحمن يكتب: (عام على حرب السودان.. ترابط المسارين الإنساني والسياسي)
  • د. أحمد أمل يكتب: (إرث فاغنر: هل قاد "التضليل المعلوماتي" النيجر للقطيعة مع واشنطن؟)
  • عادل علي يكتب: (موازنة الصين: دوافع تزايد الانتشار الخارجي للقوة البحرية الهندية)
  • إبراهيم فوزي يكتب: (معاقبة أردوغان: لماذا خسر حزب العدالة والتنمية الانتخابات البلدية التركية 2024؟)
  • شريف هريدي يكتب: (مخاطر الانفلات: خيارات إيران للرد على استهداف قنصليتها في دمشق)

توتر متصاعد:

تداعيات مقتل "سليماني" على التصعيد الأمريكي-الإيراني (ملف خاص)

08 يناير، 2020

image

مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة

اغتالت القوات الأمريكية قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني "قاسم سليماني" ونائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي في العراق "أبو مهدي المهندس" في ساعة مبكرة من يوم الجمعة (٣ يناير ٢٠٢٠) قرب مطار بغداد الدولي، بعد أمر من الرئيس الأمريكي، الذي تردد خلال الأشهر الأخيرة في اتخاذ موقف قوي وحاسم تجاه الممارسات والاستفزازات الإيرانية في المنطقة.

استندت حسابات الرئيس "ترامب" في اتخاذ هذا القرار إلى جملة من المحدِّدات المرتبطة بإدراكه وتصوره حول عددٍ من المتغيرات المرتبطة بتاريخ العلاقات الأمريكية-الإيرانية، والتهديدات التي تواجه مصالح بلاده في الشرق الأوسط، وتأثيرات ضغوط الوضع الداخلي عليه.

وسيكون لقرار الرئيس الأمريكي باغتيال "سليماني"، الذي يعد أكثر القرارات المهمة التي اتّخذها "ترامب" منذ أدائه اليمين الدستورية في العشرين من يناير 2017، الكثير من التداعيات على المستوى الإقليمي وعلى مستوى السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، حيث سيفرض قواعد ومعطيات جديدة ستؤثر دون شك على المسارات المحتملة للمواجهة بين إيران والولايات المتحدة خلال المرحلة القادمة، خاصة أنها تتوازى مع تصاعد حدة الأزمات الداخلية والإقليمية التي تواجهها طهران وحلفاؤها على خلفية الحراك الشعبي الذي ما زال مستمرًّا في لبنان والعراق، ويندلع على فترات داخل المدن الإيرانية.

وقد دفع التهديد الإيراني برد قاسٍ على مقتل "سليماني" ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة إلى تعليق عمليات تدريب القوات العراقية والقتال ضد تنظيم "داعش"، بسبب الالتزام بحماية القواعد العراقية التي تستضيف قواته، وذلك في سياق التصعيد الحالي الذي يشهده العراق، واحتمالات استهدافها من قبل الميليشيات الشيعية المسلحة. 

ويأتي هذا القرار في وقت يحاول فيه تنظيم "داعش" إعادة تنظيم صفوفه من جديد بعد الضربات القوية التي تعرض لها خلال الفترة الماضية، والتي وصلت ذروتها بمقتل زعيمه السابق "أبو بكر البغدادي" في عملية أمريكية بمحافظة إدلب السورية، في 27 أكتوبر 2019.

وسيفرض التصعيد المتوقع بين إيران والولايات المُتحدة خلال الأيام الماضية بعد مقتل "سليماني" تحديات ومخاطر عديدة، ليس على اقتصاد منطقة الشرق الأوسط فقط، ولكن على الاقتصاد العالمي ككل، في ظل العديد من المعطيات التي تكشف الأهمية والدور المحوري الذي تمارسه منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للاقتصاد العالمي، باعتبارها المتحكم في الاحتياطيات الأكبر لمصادر الطاقة التقليدية، والمنتج الرئيسي لها، بجانب الأهمية الجيوسياسة التي تمتلكها، نظرًا لموقعها وتشابك مصالحها وأدوارها الاقتصادية مع مختلف الاقتصادات المتقدمة والصاعدة، ناهيك عن النامية، حول العالم.

وفي هذا السياق، يُناقش هذا الملف الذي يضم تحليلات وعروضًا لتقارير صادرة عن مراكز الفكر والرأي الأمريكية، نُشرت على الموقع الإلكتروني لمركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الأسباب التي دفعت الرئيس الأمريكي لاتخاذ قرار باغتيال قائد فيلق القدس "قاسم سليماني"، وتداعيات ذلك على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، في ظل تهديد إيران برد قاسٍ على مقتل أحد أهم قادتها العسكريين، وتداعيات اغتيال "سليماني" اقتصاديًّا على مستقبل الجهود الأمريكية والدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، بعد انشغال القوات الأمريكية بالرد الإيراني المتوقع، والتركيز على حماية القواعد العسكرية التي تضم جنودًا أمريكيين، ومواطني الولايات المتحدة ومصالحها بالمنطقة.