أخبار المركز
  • د. أحمد أمل يكتب: (تهدئة مؤقتة أم ممتدة؟ فرص وتحديات نجاح اتفاق إنهاء الخلاف الصومالي الإثيوبي برعاية تركيا)
  • سعيد عكاشة يكتب: (كوابح التصعيد: هل يصمد اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان بعد رحيل الأسد؟)
  • نشوى عبد النبي تكتب: (السفن التجارية "النووية": الجهود الصينية والكورية الجنوبية لتطوير سفن حاويات صديقة للبيئة)
  • د. أيمن سمير يكتب: (بين التوحد والتفكك: المسارات المُحتملة للانتقال السوري في مرحلة ما بعد الأسد)
  • د. رشا مصطفى عوض تكتب: (صعود قياسي: التأثيرات الاقتصادية لأجندة ترامب للعملات المشفرة في آسيا)

التهديدات البيئية:

التداعيات الجيوسياسية والأمنية والاقتصادية لتغير المناخ

07 نوفمبر، 2023


أصدر مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، كتاباً جديداً بعنوان "التهديدات البيئية: التداعيات الجيوسياسية والأمنية والاقتصادية لتغير المناخ"، أعده مجموعة من المؤلفين، وقام بتحريره محمد العربي، الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية بالمركز.

وينطلق الكتاب من حقيقة أن قضية المناخ والموارد تُعبر عن التداخل بين أبعاد الأمن الإنساني وأمن الدول، فتأثيرات تغير المناخ، تتسم بكونها متعددة ومعقدة، كما أن طبيعتها العابرة للحدود، تطرح تساؤلات عميقة حول مستقبل سيادة الدول، كونها قد تؤدي إلى تدخلات خارجية بدافع منع "إبادة بيئية"؛ إذ إن الانبعاثات الكربونية التي تصدر في دولة ما تتسبب في تسريع وتيرة تغيّر المناخ في كل مكان من العالم وليس فقط داخل حدود تلك الدولة. ودائماً ما شكلت الجغرافيا والبيئة المسرح الذي تجري على ساحته التفاعلات البشرية، سواءً أكانت صراعية أم تعاونية، وغالباً ما تأثرت طبيعة هذه التفاعلات بالتغيرات التـي شهدتها البيئة المحيطة بالتجمعات البشرية، التي تُعد مصدر إعاشتها وازدهارها ومورد قوتها. 

وعليه، يحاول هذا الكتاب رسم خرائط وتداعيات ظاهرة تغير المناخ، وتشابكاتها مع الجوانب التعاونية والصراعية في النظام الدولي، وذلك في سبعة فصول. يستعرض الفصل الأول، الذي أعدته آية يحيى، رئيس برنامج "كوب28" في مركز المستقبل، تطور "ظاهرة تغير المناخ" باعتبارها قضية دولية، وتطور اهتمام الفاعلين في النظام الدولي بها. وخلص الفصل إلى أن اتساع اهتمام الأطر المؤسسية للنظام الدولي بتغير المناخ جاء مع تزايد وتعمق تأثيراته البيئية، وتشابكها مع القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية الأخرى. 

وانطلاقاً من أن تعاطي أطراف النظام الدولي مع قضية تغير المناخ ومعالجة آثارها يتوقف على طبيعة التفاعلات بين أقطابه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، وما إذا كانت هذه التفاعلات ستأخذ أشكالاً تعاونية أم صراعية، تناول محمد العربي، الباحث في الشؤون الدولية والاستراتيجية بمركز المستقبل، في الفصل الثاني من الكتاب، مواقف الفاعلين الرئيسيين في النظام الدولي من قضية تغير المناخ. واستكشف الفصل فرص التعاون بين هذه القوى وتأثير الصراعات المفتوحة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، على أولوية "المخاطر المناخية". وكذلك بروز مساحات أخرى للتنافس بفعل تغير المناخ، وعلى رأسها المنطقة القطبية.

ثم يأتي الفصل الثالث، الذي أعده محمد محمود السيد، نائب رئيس تحرير دورية اتجاهات الأحداث الصادرة عن المركز، ليتعرض إلى العلاقة بين تغير المناخ بصفته عاملاً مستقلاً، والعنف والصراع كمتغير تابع، وذلك انطلاقاً من أن تغير المناخ بات محفزاً للصراعات في داخل الدول وبينها. ويتناول الفصل المداخل المختلفة لهذه العلاقة، وكذلك المسارات والأنماط المختلفة لتأثير تغير المناخ في العنف.

واستناداً إلى مفهوم "السياسات المائية"، يتناول الفصل الرابع، الذي أعده شريف هريدي، الباحث في الشؤون الإقليمية بالمركز، تأثير تغير المناخ في الصراعات المائية القائمة والمحتملة في منطقة الشرق الأوسط، فلطالما كانت الموارد المائية موضع نزاع بين الدول التي تعاني من "الفقر المائي" أو المهددة في مواردها المائية. ومن المتوقع أن يزيد الاحترار العالمي وتغير المناخ من عمق هذه الأزمات. 

وفي ضوء بروز ظاهرة "لاجئي المناخ"، كأحد أبرز التداعيات السلبية لتغير المناخ؛ إذ يضطر الأشخاص للنزوح من المناطق الأكثر تضرراً جراء الظروف البيئية المتطرفة إلى دول أو مناطق أخرى قد يحمل الانتقال إليها فرصة للهروب من الظروف المناخية والسياسية والاقتصادية القاسية، يأتي الفصل الخامس، من الكتاب، الذي أعدته هالة الحفناوي، رئيس وحدة التحولات الاجتماعية في المركز، ليستكشف هذه الظاهرة وتطور أبعادها، ويتناول أصداء تغير المناخ في موجات الهجرة من الجنوب إلى الشمال، ومدى استعداد الجهات الدولية المعنية بالهجرة للتعاطي مع الهجرة المدفوعة مناخياً، والتي قد تتزايد في العقود المقبلة مع تزايد الاحترار ومعدل الكوارث الطبيعية. 

وعند الحديث عن تغير المناخ، لا يمكن إغفال تأثير هذه القضية في الخطط العالمية للتحول في أنماط الطاقة، من الاعتماد على الوقود الأحفوري، خاصة البترول والغاز الطبيعي، إلى استخدام الطاقة الخضراء والمتجددة، وهو ما يتناوله الفصل السادس، الذي أعده إبراهيم الغيطاني رئيس برنامج دراسات الطاقة بمركز المستقبل، والذي خلص إلى أن قدرة النظام الدولي على التصدي لتأثيرات تغير المناخ تتوقف على مجمل السياسات العالمية في خفض الانبعاثات.

وكون التحول إلى الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات، وغيرها من سياسات التكيف، تمثل أحد جوانب نماذج التنمية المطروحة أمام المجتمعات البشرية، يأتي الفصل السابع، الذي أعده علي صلاح، رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بالمركز، ليشرح تطور نماذج التنمية التي اعتمدتها المجتمعات البشرية في العقود الأخيرة، والتي لم تكن ملائمة بشكل كبير لكثير من الدول التي تبنتها، والأخطر من ذلك استيعاب هذه النماذج المتأخر لأهمية ومحورية مسألة المناخ. ويؤكد الفصل أن هناك حاجة إلى إعادة النظر في نموذج التنمية المطروح أمام المجتمعات البشرية وسياسات الاستدامة التي تدور حول حق الأجيال القادمة في الموارد، ومن بينها الحفاظ على البيئة.

وتُعد سلسلة "كتب المستقبل" من أبرز منتجات مركز المستقبل، ويتولى رئاسة تحريرها الباحث في المركز عبداللطيف حجازي، فيما تتولى نيابة رئاسة تحريرها الباحثة آية يحيى، وصدر من خلال هذه السلسلة العديد من الكتب التي تتناول القضايا والموضوعات الاستراتيجية في مختلف المجالات السياسية، والأمنية والعسكرية، والاقتصادية، والتكنولوجية، والمجتمعية، وغيرها.