أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

واشنطن وحقوق الإنسان الفلسطيني

16 مارس، 2021


اتبع صُناع القرار السياسي الأميركي، على مدار سنوات، نهجاً تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يتجاهل معاناة الشعب الفلسطيني. وتناول مهندسو السياسة في الإدارات الأميركية المتعاقبة الصراع كما لو أنه مصير طرف واحد، بينما تم اختزال الفلسطينيين، باعتبارهم مجرد مشكلة يتعين حلها.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يتم النظر إلى أنه ليس من حق الفلسطينيين التقدم بطلبات للاعتراف بحقوقهم وحمايتها. وانطلاقاً من هذا التصور، كان من نصيب الفلسطينيين الضغط والعقاب. ومن حين إلى آخر، أثار صناع السياسة الأميركية، على استحياء، مسألة بعض الممارسات التي ترتكب ضد الفلسطينيين، لكنهم لم يتخذوا إجراءات فاعلة لتغيير هذه الممارسات وحماية الفلسطينيين. 

وللأسف، ينطبق هذا النهج الأميركي على تصرفات إدارة بايدن في الآونة الأخيرة. ففي الأسابيع القليلة الماضية فحسب، أدانت هذه الإدارة قرار المحكمة الجنائية الدولية للبدء في فتح ملف جرائم الحرب في غزة منذ 2014 والتوسع الاستيطاني بالضفة الغربية. وانتقدت إدارة بايدن أيضاً مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإدانته الانتهاكات التي تنال من حقوق الإنسان الفلسطيني. 

وكانت المعارضة الأميركية لنقل الفلسطينيين شكاواهم إلى الساحة الدولية الخارجية من النقاط ذات الدلالة بشكل خاص. فقد رأت الولايات المتحدة أن «مثل هذه الأفعال تفاقم التوترات وتعرقل جهود تحقيق حل الدولتين بالتفاوض». وهذا يوحي بأن المشكلة ليست مصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها أو استهداف الفلسطينيين عامي 2014 و2018، أو هذا كله لم «يفاقم التوترات ويعرقل الجهود» للوصول إلى السلام، بينما المشكلة وفق هذا التصور، تكمن في سعي الفلسطينيين إلى علاج مشروع ضد هذه الأفعال. 

وباختصار، بوسع إسرائيل فعل كل ما تريد بدعم أميركي. لكن حين يحتج الفلسطينيون، لأن الولايات المتحدة لن تحرك ساكناً للدفاع عنهم، يصبحوا المخطئين. وبصرف النظر عن النوايا الأميركية، فهذا ينقل للفلسطينيين رسالة مفادها أن حقوقهم ليست مهمة.

وإليكم المثال من إفادة صحفية في وزارة الخارجية الأميركية. فقد سأل صحفي قائلاً «مع الأخذ في الاعتبار موقفكم من الفلسطينيين الآن، إلى أين يذهب الفلسطينيون لمحاسبة المسؤولين عما يعتبرونه مشكلة؟ وأجاب مسؤول وزارة الخارجية قائلاً: «الولايات المتحدة ستتصدى دوماً بالتأكيد للدفاع عن حقوق الإنسان. وهذا ما يجعلكم تسمعون أننا نواصل دعم حل الدولتين لهذا الصراع الدائر منذ فترة طويلة». 

ولأن رد المسؤول لم يجب على السؤال المطروح، كرر الصحفي قول «إلى أين يذهبون؟» 13 مرة. ولم يقدم المسؤول أي توضيح إضافي. وأفضل ما قدمته الإدارة حتى الآن للفلسطينيين هو تكرار تعهد مبهم بشأن «حل الدولتين بالتفاوض»

قبل 45 عاماً، دشنا حملة حقوق الإنسان الفلسطيني. وكان شعارنا بسيطاً، وهو «الفلسطينيون لهم حقوق إنسان أيضاً!». وكان هدفنا هو تحدي صناع السياسة للاعتراف بإنسانية هذا الشعب المحاصر منذ فترة طويلة. وللأسف مازال التحدي وثيق الصلة كما كان فيما مضى.  

*نقلا عن صحيفة الاتحاد